الخميس، 2 مايو 2013

قراءه في آخر اعمال الفنانه غادة الكندري




المرأه كائن يحتضر  
أملا   .....  بالخلاص    




كعادتها تشتغل الفنانه غاده الكندري على ثيمة "الجسد" الأنثوي في جميع عروضها الفنيه وعمومااختيارها لهذه الثيمه بوصفها تعبيرا عن هاجس ثقافي راهن فلطالما كان ولا يزال الجسد مفرده مغيبه ومسكوت عنها لذلك هو يستقطب الاهتمام خاصه وانه حاضر في وعينا بأنه لا يمثل في ثقافتنا العربيه الاسلاميه موضوعا جماليا لذلك ابقته هذه الثقافه ايقونه مبهمه تمثل القهر والاستلابات التي تنخر بالمخيله الابداعيه ووجدانها الجمالي .
وغادة على غير عادتها هذه المره تتفق مع هذا القهر لاستحضار الالم الجسدي بهذيانه ... قوته... جنونه وفوضويته من ثم سجنه في اغلال " التابو" تساعدها ريشتها محاوله التوغل في فضاءات الرسم ليأتي الجسد الأنثوي بالذات ككا ئن يعيش ازدواجيته داخل حقله الاجتماعي ملتزما بقوانين ضد رغباته يتداعى بفعلها من الداخل ويعيش حالات اغترابه من حيث يظهر في الرسم  جسدا منهوكا صحيا 
وعقليا ولتشهد اللوحة  عندها على قلب متشظي في اللوحة رقم "1 " وعلى رأس يفقد عقله في اللوحة رقم "2 " .          
هذه القراءة   أتيحت لي من خلال رؤية اعمال الفنانه الاخيرة لتأتي فرصة هذه الكتابه
وهي في هذه التجربه تتنفس كونها امرأة كل الضجيج الذي يحيط بها وبنا فيضطرب كيانها بالكامل معلنه ريشتها عن عزلتها وبالتالي عزلتنا حتى ان قماش اللوحه بدا لنا هو اللآ خر مضطربا ولا اعرف كيف استطاعت تثبيته على البرواز الخشبي وهي تحمل كل هذا الانفعال لتسجل موضوعها حول واقع المرأ ة وانجراحات ذاتها لعلها تستعيد بالرسم أ ملا بالخلاص لكائن يحتضر بالرغم من وصوله الى قمة الحضارة .
استحضر بذاكرتي بهذا الخصوص تساؤل للفيلسوف الفرنسي "  ميشيل فوكو "مفاده
"كيف للحضارة ان تؤدي الى قمة تشوهات الانسان " ؟؟  
كما نطرح سؤالنا الخاص ضمن عمل الفنانه مفاده ايضا " كيف يتصلح مثل هذاالجسد المنكسر والذي يخفي رواسبه الغير واعية ..معتقداته ..احلامه وطموحاته
غبنه الاجتماعي الاقتصادي والسياسي .
نستعين باجابة الكاتب "سامي جريدي " حين يقول : لاشئ اخطر
من ان تخوض منطقة محجوبه              
منطقه تخفي اكثر مما تظهر      
ولانه لابد للفنانه غادة من وضع تصور تأتي ردة فعلها ضمن حالتها التخيلية على الكنفس خانقه لاتحتمل كما بدت حالة الألم شديدة تتماهى مع عملها بوضوح في عملية اظهار رمزية القلب كعضو مهم في البدن ومركز قوة الانسان وطاقته الحيوية مستعينه باللون الأحمر لتؤكد العلاقة المباشرةبالأ لم فعادة ما نقول ...قلبنا يؤلمنا . 
للإ قتراب اكثر من نسيج عملها يقتلع هذا القلب من مكانه الى جوف الجسم  حاملا رمزية  " الرحم  "  باعتباره المكان الاول لطمئنينة الانسان ومن ثم لعودته الى " النكوص " الطفولي بدلا من النضج وليصبح عدد القلوب "سبعه " حاملا بدوره هذا الرقم دلالات كثيره متاحه للتأويل .
اما لغة اللون بحد ذاتها كونها لغة داخل اللغة التشكيليه تقدم غادة سردا بصريا لونيا محتجا هو الاخرمابين الاخضر المخلوط بالأصفر ليأ تي اللون باهتا والأزرق مغبشا يفتقد لتلك الزرقه المدهشه بينما الأحمر يسيطر بشكل سريا لي على مناخات العمل ليكمل لعبة الظل والضوء والذي انعدمت من  أية اشراقة .
هكذا جاء عمل الفنانه بعد ان هدمت المحيط الحيوي الخاص بالمرأه محاولة ان تعيد بناءه متجاوزه التقليدية مع تتبعها لغة بصرية عفوية لكنها صادمه  ثائرة في ابجديتها
وهذا بحد ذاته يجعلها مغامرة متفردة في مسألة البحث والتجريب في التشكيل الكويتي .
تبقى اللوحة في النهاية مفتوحه بدلالاتها للجميع دون شك وبدوري كمشاهده قرأت نص اللوحة بخطابها الشكلي وبخطاب الموضوع بتواضع
وذلك لرصدها ...توثيقها ... وحتى ..... مشاغبتها